تغاريد غير مشفرة (117) .. حراك جنوبي متحرر من الارتهان ومتفوق سياسيا وأخلاقيا
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
بعد أن اعتقدت الإمارات إنها كلبشت الجنوب سكان وجغرافيا ومنافذ ومطارات.. وظنت إنها ضبطت إيقاع صوت الجنوب على مركز قيادة عمليات ومصالح أبو ظبي ودبي، وحسبت أنها صارت الحاكم الناهي والفاعل في كل شيء، بل صارت القدر الأبدي للجنوب، ومسك مساره وختامه، واعتقدت أن ما تفعله صار قدرا على الجنوب وأهله ، لا يمس ولا يبدّل..
في ظل كل هذا نجد اليوم مجلس الحراك الجنوبي الثوري يرفع في وجه الإمارات نقطة نظام يعيد المعادلة إلى غير ما كانت متجه إليه، ويقول للإمارات: لن يكون جنوب اليمن كما تريدينه وترتئيه.
(2)
لازالت جماعة أنصار الله في خطابها السياسي والإعلامي بل والتفاوضي ـ منذ قرابة الثلاث سنوات ـ تصف ما حدث ويحدث للجنوب واليمن بشكل عام من قبل التحالف السعودي الإماراتي أنه “عدوان”، وهو مصطلح بحسب اعتقادي غير مكين، وقابل للجدل القانوني والسياسي وحتى التفاوضي..
اليوم مجلس الحراك الجنوبي يعيد الإعتبار لواقع وحقيقة ما حدث ويحدث، وهو يصفه بالإحتلال، وإن أقتصر الأمر على الجنوب..
ينبغي أن يتم التعاطي لما يحدث بمفهوم الاحتلال، وهو يستغرق مصطلح العدوان إلى ما عداه، ويملي وجوب وضرورة استمرار مقاومته، حتى التحرير والاستقلال سيادة وقرار.
(3)
عندما يتحدث مجلس الحراك الثوري الجنوبي عن رفضه للانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان في الجنوب من قبل الاحتلال..
وعندما يرفض إنشاء المليشيات المسلحة على أسس مناطقية مقيتة، ويحذر من تقسيم الجنوب إلى كنتونات، ويتحدث عن سيطرت الاحتلال الإماراتي على المطارات والموانئ البحرية والجزر والمواقع الاستراتيجية..
وعندما يلقي على الاحتلال الإماراتي مسؤولية زرع سياسات حاقدة بوسائل الترهيب المقيتة، وإغراق الجنوب بالمعاناة الانسانية المريرة، والفوضى الخلاقة، وافتعال الانفلات الأمني الشامل الذي ادخله في دوامة الصراعات والأزمات والثارات بهدف تمرير مشاريعه الخبيثة.
عند كل ذلك نجد هذا المجلس وهذا الحراك أكثر مقاربة لما يحدث في الواقع، وأكثر مسؤولية ومصداقية ومنطقية، بل ومتفوق أخلاقيا وسياسيا على الحراك الآخر المرتهن أو المرغم على الارتهان للاحتلال لإماراتي، وأجندته الاستعمارية، وأجندات من يقف وراءه..